كلمة مدير المركز
سَكَنَناَ هَمُّ الاستشراف منذ أكثر من عقدين من الزّمن.. تَبَيَّنَ لَنا بشكل واضح أنَّ لدينا قصورا في النظر للمستقبل. أكَّدت الوقائع أمامنا أكثر من مرة أنَّ حركَتَنا هي باستمرار محكومة بفعلٍ استباقي يقوم به آخرون. ثَبَتَ لدينا أنَّ مستقبلنا محتل. واقتنعنا أنه علينا تحريره. وعلِمنا أن البداية ينبغي أن تكون على مستوى طريقة التفكير. ينبغي أن يتغير أسلوبنا في التفكير. علينا اعتماد منهجية مختلفة عمَّا سَبق. علينا خوض معركة العقول والانتصار فيها …
وكانت البداية.. محاولة فهم كيف يُفكِّر الآخر.. كيف يَسعى للتحكم في المستقبل، كيف يُدير معركة المعلومات والبحث والإعلام والتنفيذ… وعلمنا أن المهمة ليست بالهيِّنة دون عُدَّة بشرية مُناسِبة.. ولكنها ليست مستحيلة..
وبدأنا بدعوةٍ عامة ومفتوحة لكل مَن يهمه الاستشراف.. وحَضَر عدد من المهتمين من اختصاصات مختلفة، لكن هذا العدد ما فتئ يتناقص ويتناقص… ليست لدينا إمكانيات، ولا مقر، ولا الحد الأدنى للانطلاق في بناء مؤسسة فكرية بحجم الطموح الذي نَحمل…
وأصر بضعة أفراد على تحقيق الحلم.
وتمكنوا من إبداع الامكانية..
و عادت الحياة للفكرة الأولى: مؤسسة استشراف في إطار قانون الجمعيات، ثم مركز استشراف منبثق عنها.
وأصَرَّ الجميع على النظرة الكُلاَّنية، الشاملة، انطلاقا من قناعة راسخة أن مشكلاتنا ليست قطاعية.. لأنها تتعلق أساسا بطريقة التفكير، والتفكير مسألة مُركَّبَة لا يمكن تجزئة عناصرها.
وكان مركز الاستشراف الشامل .. وتَحدَّد الهدف بوضوح: البحث في بدائل مستقبلاتنا الممكنة القادرة على أن تكون غير تلك التي تَم ويَتِم إعدادها سلفا من قبل آخرين، ولِمَ لا القادرة على أن تكون الأفضل…
ذلك هو طموحنا…
وتلك هي الغاية المنشودة للمركز…
محمد سليم قلالة
مدير المركز